
ويعتبر مارتن لوثر كنج من أهم الشخصيات التي دعت إلى الحريه وحقوق الإنسان والمساواة.
في عام 1929 م كاد التوتر يفتك بالأب كينغ في مدينة أتلانتا، وأفكاره مركزة حول زوجته ألبرت التي عانت كثيرا أثناء حملها للطفل وبعد ساعات من العذاب ولد الطفل (مارتن لوثر كينج)، وكادت القلوب تتوقف عن الحركة من أجله؛ لأنه بدا ميتا إلى أن صدر منه صراخ واهن، سببه صفعة شديدة من الطبيب. كانت جذور هذا الطفل تمتد بعيداً في التربة الأفريقية التي اقتلع منها أجداده ليباعوا ويشتروا في الأراضي الأمريكية، ولكي تستغل أجسادهم وأرواحهم لخدمة البيض.
إلا أن الأب كينغ كان ذا تطلعات واسعة، فعمل راعياً لكنيسة صغيرة بعد أن تلقى العلم في كلية "مور هاوس"، وعاش بعد زواجه في بيت حميه "ويليامز" رفيقه فيما بعد في حركة نضال الأفارقة، وهي الحركة التي سار فيها مارتن على درب أبيه وجده حتى أصبح أشهر الدعاة للمطالبة بالحقوق المدنية للأفارقة والأقليات.
بداية حلم:
في شهر سبتمبر سنة 1954م قدم مارتن وزوجته إلى مدينة مونتجمري التي كانت ميدانا لنضال مارتن، أن جاء يوم الخميس الأول من كانون الأول/ديسمبر 1955، حيث رفضت السيدة روزا باركس وهي سيدة سوداء أن تخلي مقعدها لراكب أبيض، فما كان من السائق إلا أن استدعى رجال الشرطة الذين ألقوا القبض عليها بتهمة مخالفة القوانين فكانت تلك شرارة بداية التغيير.
حلم مارتن لوثر كينغ:
ألقى مارتن لوثر خطابه المشهور في ساحة حجّ إليها 250.000 شخص مطالبين بحقوقهم وأردف فيها خطبتة الشهير عندي حلم عام 1963.
تلقى أفارقة أمريكا درسهم من الأحداث العظام فقاموا في عام 1963 بثورة لم يسبق لها مثيل في قوتها اشترك فيها 250 ألف شخص، منهم نحو 60 ألفا من البيض متجهة صوب نصب لنيكولن التذكاري، فكانت أكبر مظاهرة في تاريخ الحقوق المدنية، وهنالك ألقى كينج أروع خطبه:
"لدى حلم" " I have a dream " التي قال فيها: "لدي حلم بأن يوم من الأيام أطفالي الأربعة سيعيشون في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".
ووصف كينج المتظاهرين كما لو كانوا قد اجتمعوا لاقتضاء دين مستحق لهم، ولم تف أمريكا بسداده "فبدلا من أن تفي بشرف بما تعهدت به أعطت أمريكا الزنوج شيكا بدون رصيد، شيكا أعيد وقد كتب عليه "إن الرصيد لا يكفي لصرفه".
فدقت القلوب وارتجفت، بينما أبت نواقيس الحرية أن تدق بعد، فما أن مضت ثمانية عشر يوما حتى صُعق مارتن لوثر كينج وملايين غيره من الأمريكيين بحادث وحشي، إذ ألقيت قنبلة على الكنيسة المعمدانية التي كانت وقتذاك زاخرة بتلاميذ يوم الأحد من الزنوج؛ فهرع كينج مرة أخرى إلى مدينة برمنجهام، وكان له الفضل في تفادي انفجار العنف.
إغتيال صاحب الحلم:
إغتيل مارتن لوثر قنصا شهر نيسان سنة 1968م من طرف رجل أبيض متعصّب
يدعى جيمس إرل راي بينما كان يتحدث إلى أحد مساعديه بشرفة فندق لورن .
في تلك الليلة ، انفجرت أعمال العنف في كثير من مدن البلاد ، واشتعلت النيران في شيكاغو وبوسطن وواشنطن ونيويورك ...
في شيكاغو استدعي 6000 رجل من الحرس الوطني ، وأصدرت كوريتا سكوت كينغ زوجة القتيل بياناً تناشد فيه الجميع بالتوقف عن العنف والعمل لتحقيق أحلام كينغ .
وفي 9 من شهر نيسان سنة 1968م ، جرت مراسيم جنازة جماهيرية في مدينة أتلانتا ، ومثّلت - بشكل رمزي - تعاطف كينغ مع الفقراء . وبين الحضور في الجنازة ، شاهد الناس جاكلين كينيدي زوجة الرئيس القتيل الأمريكي جون كينيدي ، كما تأجل افتتاح الموسم السنوي لكرة السلة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية .
بعد أسبوع ، وقّع الرئيس الأمريكي ليندون جونسون قانون الحقوق المدنية الذي يضمن العدل والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية ، ويلزم الإدارة الفدرالية بتنفيذ بنود ذلك القانون ...
تحقيق رسالته:
يعتبر كثيرون ان رسالة لوثر كينغ قد تحققت وان التفرقة العنصرية قد انتهت في اليوم
حيث تفخر الكثير من دول العالم بوصول رجل من أصول أفريقية إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة.
سيما بعض الدول الأوربية لم تصل لهذا القدر من الحرية وهي من أول الحاضنات للسود الأفارقة.