لاشك أن نعمة النطق والكلام هي من بين أفضل النعم الكثيرة التي حبى الله عز وجل بها الإنسان وكرمه عن سائر المخلوقات.
عبر دهاليز الزمن يبقى فن الكلام والحوار عاملا أساسا إما في تقدم الأمم ورقيها أو تأخرها واندحارها عن ركب الحضارة.
ولطالما إرتبط ذكر اللسان عبر الحقب بعديد من القصص والأحداث تناقلتها الأجيال لممالك سقطت وشخصيات عظمى حكم عليها إما بالجنون , بالمنفى أو أطعمت الأسود.
يبقى القاسم المشترك في المصائب والمهالك التي حلت بكثير من الجبابرة, العظماء أو حتى بسطاء القوم هو ماجنته عليهم ألسنتهم مجرد بضع كلمات إنسلت مع إهتزازات وانزلاقات اللسان, سرعان ما أصبحت حبلا يلتف حول نحر قائلها كأفعى غير مرئية قاتلة .
في عصرنا ما أكثرها زلات اللسان وما أكثرهم من قاسوا لدغة لسانهم, ليست لدغات قاتلة في معظمها لكنها مؤلمة وأثارها في النفس صعبة الإنقشاع كسحابة عند جبل شاهق, كلها مجرد أفكار ترجمها اللسان فوريا لتصير النقطة التي أفاظت الكأس المملوء بمزيج علاقتنا مع أحبائنا والناس ,مافاض من تلك الكأس نعيشه وحدة , بأسا, مقتا وألما....
ربما لانصير إلى القبور كبعظهم لكن نبقى منبوذين , والموت أهون من ذلك.
..لذا لاتنسوا أن تعاملوا الناس بخلق حسن وأن تحفظوا لسانكم فإنه أفعى.
قال الشافعي في حفظ اللسان :
احفظ لسانـــك أيها الإنسان ..... لا يلدغنك .. إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه ..... كانت تهاب لقاءه الأقران
By: BB