
هو إتحاد ظلامين يحدث كل مرة هزة في نفسه، الهزة التي تحاكي إلى حد ما زلزال ذو إرتداد ما كان ليسبب الدمار الظاهر مع إنقشاع الليل؛ إنه ضعف الأساسات ووهنها هو من يجعل من الأفكار، الآمال العابرة، والأحلام البسيطة حين تركب سفينة الواقع لترفع المرساة وتحرر الأشرعة لتداعب الرياح سرعان ماتتحطم مع أول موجة تصادفها لتصير مجرد ذكرى حبيسة للقاع المظلم ،
بين كل يوم وليلة تتحول كثير من الأحلام والآمال إلى مجرد ذكريات باردة لا روح فيها.
تستقر في ثرى النفس بعضها في الليالي المقمرة كأنما ينمو لها أنياب فتنهض من سباتها العميق لتغرس تلك السهام في أعماق الوعي لتحصد ألما من نوع آخر، كأنه إنتقام لتذكيره كيف كان سببا في جعلها تسكن اللامكان.
و يبقى النهار أحد طرفي ذاك القيد وكذلك يبقى هو ذاك الكائن المليئ بالأسرار واللامتناهي الغموض، يتأرجح بين الضعف تارة والقوة تارة أخرى عبر طرق غريبة وغامظة تجري تفاعلا تها في جوهر الذات وبتأثيرات خارجية محضة تستمد قوتها من كل عناصر المحيط ،غريب حقا حتى بالنسبة لنفسه بحيث لايفهم تغيراتها، تصرفاتها في أحيان كثيرة،
إنه مخلوق تكاد تختفي كل هواجسه مع كل إشراقة شمس يوم جديد ؛ ومع كل نسيم صباح جديد؛ يسعى للنور متسلحا بأحلام الأمس وآمال الغد المشرق، كتلك الفراشات المهاجرة من الظلمة حائمة حول مصدر النور حتى لو كان ذاك يعني فنائها.
إنها الرغبة الكامنة في الإحساس بالوجود وبصخب الحياة التي تكاد تنعدم في قلب الظلام البارد.
by B.B